أنا وقلبي

أنا وقلبي





أشرقت الشمس كالعادة وأخذت أشعتها تتسلل بالدخول إلى الغرفة وبينما أنا أقف على السجادة الصلاة بين يدي ارحم الراحمين توجهت له بالقول يا ربي قوي قلبي ولا تجعل الضعف يتغلغل إلى قلبي يا ربي اسمع مني هذا النداء وبعد ما صليت على محمد واله الطيبين الطاهرين .

وقمت وجلست بين أشجار الحديقة وبينما أنا جالسة اخطط كيف سأحقق أهدافي وإذا بي اسمع صوتا يقول

- السلام عليكم يا عبد الله

- فقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

- فقال أنا قلبك وهذا صوتي

- فقلت يا قلبي أين صوتك من زمان

- فقال أنت اليوم بحاجة إلى صوتي أكثر من ذي قبل

- فقلت صدقت يا قلبي الحزين

- فقال لأتقل لي قلبي الحزين

- فقلت لماذا يا قلبي؟

- قال لأن الحزن الحقيقي بابتعاد قلبك عن الله وفقدانه الرحمة والأمل وضياع الخطط والأهداف

- صدقت والله إذا ضاع الأيمان وقس القلب وصار من غير خطط وأهداف أصبح القلب حزينا"

- فقال القلب يا عبد الله اسعي لتحقيق أهداف وان ضاع هدف فكل يوم لك مئة هدف

- فقلت كيف يا قلبي تتجدد الأهداف

- فقال يا عبد الله مادام فيك الشباب وقوة الشباب عليك بالأمل وعزيمة الانتصار فإذا لم تحقق هدفا من أهدافك فلا تتراجع ولا تجعل اليأس يسيطر على أفكارك خذها نصيحة مني أبتعد عن اليأس في مسيرتك

- فقلت جزاك الله عني خير الجزاء يا قلبي وأنا أنشاء الله بهذه النصيحة سأعمل طول الحياة

- فقلت يا قلبي أنا أحس بحزن وألم رهيب يلتهب بجسمي مثل النيران

- فقال أتعرف لماذا يا عبد الله

- فقلت نورني يا قلب

- فقال تخليت عن أحلى الأحلام ولذالك تلتهب فيك النيران الندم

- فقلت وكيف عرفت يا صديقي

- فقال لا تنسى إن الذي يكلمك هو قلبك

- فقلت صدقت والله

- فقال عندي لك سؤال

- فقلت تفضل يا صديقي

- فقال يا عبد الله هل أنت سعيد؟

- فقلت نعم أنا سعيد بوجود كل أحبابي حولي ولامتلاكي أهداف في هذه الحياة وأنا سعيد يا قلبي لأني خططت لحياتي

- فقال يا عبد الله أصدقني القول هل أنت سعيد؟؟

- فقلت لماذا لا تصدقني باني سعيد وسأسعد أكثر إذا جعلت أكثر الناس سعادة

- فقال لم تصدقني القول بجانب هذه السعادة أنت حزين وحزين جدا"

- فقلت هل تريد الحقيقة!!

- فقال نعم

- فقلت نعم أنا حزين!!

- فقال يا عبد الله لاتضحي بأحلامك كما ضحيت بحلم عمرك حتى تبقى سعيد يا عبد الله آنت حزين لتخليك عن قلمك ورؤية حلمك يتراقص إمام عينك في كل ثانية من عمرك

- فسال الدمع من عيني فقلت صدقت يا قلبي أنا حزين لضياع حلمي

- فقال إذا كان لديك حلم أخر فلا تضحي به يا عبد الله

- فقلت يا قلبي أنت لا تعرف الضغوط من حولي

- فقال كن شجاعا بالأيمان وحطم كل الضغوط يا عبد الله اكرر عليك لاتضحي بأحلامك لأنك ستشعر بحزن كبير وبخناجر العالم في صدرك

- فقلت صدقت يا قلبي

- فقال يا عبد الله إذا أردت إن تضحي فضحي لتحقيق ألأهداف ولا تضحي بترك الأهداف والأحلام

- فقلت لم أفهم يا صديقي

- فقال سأضرب لك أعلى الأمثال

- فقلت تفضل

- فقال هذا الإمام الحسين عليه السلام ضحى بنفسه وأولاده وعياله ويتم النساء والأطفال وهو ابن اعز الخلق ضحى بكل التضحيات من اجل تحقيق أسمى الأهداف وهو إعلاء كلمة الإسلام و نصرة الدين وجعل كلمة لا اله إلا الله عالية رغم الطاغين

- فقلت صدقت يا صديق

- فقال ضحي من اجل تحقيق أهدافك ولا تجعل الظغوط تحطم أحلامك

- فقلت يا قلبي سأتخذ من سيدي الحسين وتضحيته عبرة وسأكون قويا" إنشاء الله وسأضحي من اجل أهدافي

- فقال ولم يضحي الحسين عليه السلام ليعلم الناس البكاء عليه لا فهذا خطأ بل ضحى الحسين لترك العبر وليكون للناس وللعقول درسا" يفهمون معناه وليكون في الصبر عبرة وليتعلم كل من يريد التعلم من هذا الدرس

- فقلت صدقت يا قلبي الصديق

- فقال يا عبد الله لا تنسيك أهدافك الله

- فقلت معاذ الله من نسيان رب الكون صاحب الفضل والنعمة وهو سر الرخاء أعوذ بالله

- فقال فهذه الدنيا شيطان اكبر تجعلك تنسى الله بزينتها وتلهيك عن ذكر الله

- فقلت لا تخف سأستعين بالله وبالصلاة و بالنبي الأمين وبعلي أمير المؤمنين عليه السلام

- فقال وفقك الله يا عبد الله نصيحتي لك إن تجعل من الحب سلاحا واطرد عنك الكره وأفكار الحقد الغدار

- فقلت يا قلبي سأملئك بالحب إنشاء الله

- فقال ياعبدالله قم وصلي لربك ركعتين لتقوي بها نفسك على هذه الدنيا ولك مني السلام

واختفى الصوت وبداخلي أسئلة كثيرة ولكنني حمدت الله وشكرته ونظرت إلى الأشجار وهي خضراء تهتز باتجاه الرياح .

وقمت وتوضأت وتوجهت إلى الله كما نصحني قلبي الصديق

أجمل حوار مع قلبك عطر

قربك الله منه وزادك ايمانا"

مرورك الرائع كا لعادة

بصماتك مميزة أشكرك

عطرت الموضوع

أشكر مرورك حنينو حتى لو ما جلستي على كرسي

هههههههه وكان مرورك سريع هو عندي غالي

مجنونها لا تحرمنا من قلمك الرائع المبدع أشكر مرورك