عطر المحبه المشرف العام
عدد الرسائل : 239 تاريخ التسجيل : 29/05/2007
| |
عطر المحبه المشرف العام
عدد الرسائل : 239 تاريخ التسجيل : 29/05/2007
| موضوع: رد: الوضع الدولي بين حرب 67 واليوم الأحد يونيو 03, 2007 12:14 pm | |
| خسر العرب الكثير خلال الحرب الباردة سواء فيما تعلق بالأرض واحتلالها في حرب 1967 ويبدو أنهم سوف يخسرون أكثر خلال العولمة لأنهم لم يتخذوا قرارا بعد أن يكونوا جزءا من العالم وليسوا خارجين عليه أو متلاعبين به أو آخذين بأسوأ ما فيه
"
ولكن الثابت من المقارنة بين الأوضاع الدولية بين الفترتين -الحرب الباردة والعولمة- أن العنصر الفيصل في الحالتين كانت القدرة العربية في الاستجابة المستقلة للحالتين.
فخلال الحرب الباردة خلق الانقسام العربي بين المعسكرين حالة من "الحرب الباردة العربية" كانت سببا رئيسا في الضعف العربي واستنفاد القوة العربية السياسية والعسكرية كذلك في منافسات عقيمة.
وكان اعتماد قوى عربية رئيسية مثل مصر وسوريا على الاتحاد السوفياتي اعتمادا على القوة الأضعف من الناحية التكنولوجية العسكرية، والأخطر كان استعارتها الكثير من نظامه السياسي والاجتماعي الشمولي والمتخلف، بينما كانت إسرائيل -وهي الطرف المقابل- تحصل على الديمقراطية والتفوق التكنولوجي العسكري والمدني معا من الجانب الأخر الأميركي والغربي في العموم.
وعشية حرب يونيو/حزيران كانت تلك العلاقة الإستراتيجية بين مصر وسوريا من ناحية والاتحاد السوفياتي من ناحية أخرى واحدا من أسباب الهزيمة الساحقة التي تعرضا لها حينما أساء تقدير الإشارات السوفياتية قبل الحرب فيما يتعلق بقدر المساندة والمساعدة التي يمكن أن يحصل عليها العرب من الجانب السوفياتي أثناء المعركة،
والحقيقة أن الأمر لا يختلف كثيرا الآن، فالعرب ليسوا غير جاهزين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتكنولوجيا للتعامل مع العولمة، بل إنهم بأشكال مختلفة يعيشون حالة من المقاومة لها سواء على المستوى العملي أو على المستوى القيمي والثقافي.
وكانت نتيجة هذا الوضع هو نمو تحالف عالمي واسع يتجاهل من ناحية القضايا العربية الرئيسية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية، وإنما أيضا يكاد يأخذ قرارا بفرض نوع من الحصار النفسي والسياسي -وأحيانا المادي والعسكري- على الدول العربية.
وكما حدث في زمن الحرب الباردة بأن أدت التفاعلات مع النظام الدولي إلى اتباع سياسات داخلية متخلفة وبدائية وتعتمد على النموذج السوفياتي في التطور والتنظيم، فإن الحالة العربية تحت تأثير العولمة لم تختلف كثيرا حيث أدت المواجهة الممتدة بأشكالها المختلفة إلى مقاومة لكل الاتجاهات المطالبة بالإصلاح الداخلي، ودعم الاتجاهات الأصولية الإسلامية في صورها الراديكالية والمعتدلة.
وقد كانت البداية في إساءة فهم وتقدير "النظام العالمي الجديد" بعد انتهاء الحرب الباردة عندما قام العراق بغزو الكويت في أغسطس/آب 1990 استنادا إلى توقع تجاهل الولايات المتحدة وحلفائها الأمر على اعتبار أن الأمر لا يزيد عن كونه نوعا من الخلافات الحدودية بين الدول العربية استنادا إلى فهم ناقص لتعبيرات قالت بها السفيرة الأميركية في بغداد.
ولكن العالم كان قد تغير وجرى بناء تحالف عالمي أجبر العراق في النهاية على الانسحاب من الكويت، وكان ذلك هو ذات التحالف الذي قام ببناء عملية السلام العربية الإسرائيلية خلال التسعينيات وإنقاذ شعوب البوسنة وكوسوفو الإسلامية في البلقان.
وشهر العسل هذا بين العرب والمسلمين لم يلبث أن انتهى مع النظام الدولي عندما جرت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 وخلقت تناقضا واسعا بين العرب والنظام العالمي الذي أخذ جبهات متعددة.
لقد خسر العرب الكثير خلال الحرب الباردة سواء فيما تعلق بالأرض واحتلالها في حرب يونيو/حزيران 1967 ويبدو أنهم سوف يخسرون أكثر خلال العولمة لأنهم لم يتخذوا قرارا بعد أن يكونوا جزءا من العالم وليسوا خارجين عليه أو متلاعبين به أو آخذين بأسوأ ما فيه. _______________ مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، القاهرة. منقول
عدل سابقا من قبل في الأحد يونيو 03, 2007 12:16 pm عدل 1 مرات | |
|